دار الإفتاء المصرية تنفي ماتردد بتحريم بعض أسماء البنات
دار الإفتاء المصرية تنفي ماتردد بتحريم بعض أسماء البنات
نفت دار الإفتاء المصرية، ما نشر علي مواقع التواصل الإجتماعي حول تحريمها إطلاق بعض أسماء معينة على الأطفال لا أساس له من الصحة.
وأوضحت دار الإفتاء، أنها لن تصدر فتوى تحرم فيها تسمية البنات بأسماء “لارا-مايا-ريتاج-ريناد-لمار-ريماس مشيرة إلى أن ما نشر في هذا الشأن، غير صحيح على الإطلاق.
وشددت دار الإفتاء، على أنها لم تصدر في أي وقت قائمة بأسماء محرمة، داعية إلى تحري الدقة فيما ينقل عنها.
ونفت دار الإفتاء المصرية على صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي ما نشرته بعض المواقع الإخبارية على لسانها فيما يتعلق بفتوى تحت عنوان “قائمة بالأسماء المحرمة” وسرد الموقع أسماء لم تذكرها دار الإفتاء في فتواها.
وأكدت مصادر من دار الإفتاء، أن الدار قامت بالاتصال بالموقع وشرحت لهم الخطأ الوارد بالخبر وطلبت منهم حذفه إلا أن طلب الدار قوبل بالرفض مما استدعى استحضار دار الإفتاء مصلحة المواطن في حصوله على معلومة موثقة وصادقة من مصادرها، وقررت توضيح اللغط الذي تم نشره على الموقع ونشرت الدار على صفحتها الرسمية تأكيداً على أن مصلحة القارئ فوق كل اعتبارات.
دار الإفتاء المصرية تنفي ماتردد بتحريم بعض أسماء البنات
وورد سؤال إلى دار الافتاء يقول فيه صاحبه ماهي الأسماء المحرمة شرعًا؟ وأجابت دار الافتاء، أن هناك عدة معانٍ ينبغى مراعاتها عند التسمى بأي اسمٍ: فتُمنَع الأسماء المختصة بالله تعالى؛ مثل: (الله)، (اللهم)، (الرحيم)، (رحمن)، (المهيمن)، (الجبار)، وتُمنَع الأسماء التي صارت أعلامًا على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ مثل: (رسول الله)، و(نبى الله)، و(كليم الله)، و(المسيح عيسى).
وأضافت الإفتاء، أنه تُمنَع الأسماء الموهمة لنبوة شخصٍ ليس بنبي؛ مثل (هاشم النبى)، والأسماء التي لا معنى لها وفيها إيهام؛ مثل التسمى بعبارة (اللهم صلِّ على)، وتُمنَع الأسماء التي فيها إهانة للطفولة والولد عرفًا مثل: (حمار)، و(خروف)، و(بقرة).
وأوضحت الإفتاء، أن هناك عدة معانٍ ينبغى مراعاتها عند التسمى بأى اسمٍ ومنها، أن لا يكون فيه تعبيدٌ لغير الله بمعنى الخضوع والتذلُّل، وذلك تحرُّزًا مِن العبدية بمعنى الطاعة أو الخدمة أو الرق؛ إذ العبد يطلق فى اللغة على المخلوق وعلى المملوك؛ فمن الأول: عبد الله، وعبد الرحمن، ومن الثانى: عبد المطلب، ومثله ما درج عليه المسلمون من التسمية بعبد النبى وعبد الرسول، فإن ذلك جائز لا حرج فيه شرعًا، واستعمال العبدية وإضافتها إلى المخلوق بالمعنى الأخير واردٌ فى نص الكتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة: فمِن الكتاب قوله تعالى: “وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ”.
دار الإفتاء المصرية تنفي ماتردد بتحريم بعض أسماء البنات
وتابعت الإفتاء، ومِن السنة النبوية الشريفة: ما رواه الشيخان وغيرهما مِن حديث البَرَاء بن عازِبٍ رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم حُنَيْن: “أَنَا النَّبِى لَا كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ”، ولو كان في النسبة لغير الله محظورٌ لَمَا استعملها النبى صلى الله عليه وآله وسلم ولاستبدل بها غيرها.
واستطرت الإفتاء، ومِن تلك المعاني أن لا يكون الِاسمُ مختَصًّا بأسماء الله تعالى؛ بحيث لا يطلق إلا عليه؛ مثل (الله، واللهم، والرحيم، ورحمن، والمهيمن، والجبار)، ودليل ذلك قوله تعالى: “رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا”.
وإستكملت الإفتاء، فمثل هذه الأسماء السابقة لا يُسَمَّى بها إلَّا اللهُ سبحانه وتعالى، بحيث إذا أُطْلِقَت انصرف الإطلاق إليه لا يشاركه فى ذلك أحدٌ مِن المخلوقين، ومِمَّا يرتبط بذلك أن لا تكون فى التسمية دلالة تصرفها عند الإطلاق إلى غير المسمَّى بها، كالتسمى بـ”المسيح عيسى، ورسول الله، ونبى الله”، فلا يجوز شرعًا التسمى بذلك؛ لِمَا فى ذلك مِن الإيهام الفاسد المعارِض لِمَا هو معلومٌ مِن الدِّين بالضرورة؛ حيث إن هذا إطلاق مثل هذه الأسماء أصبح حقيقةً عرفيةً فى الدلالة على ذات النَّبيَّين.
دار الإفتاء المصرية تنفي ماتردد بتحريم بعض أسماء البنات
وفي سياق متصل أعلنت دار الإفتاء عن خمسة ضوابط في تسمية المولود حيث حثَّ الإسلامُ الآباءَ على تحسين أسماء أبنائهم؛ فالواجب على الأب أن يختار لأبنائه الاسمَ الحَسَن الذي لا يُعيَّر به، وأن يكون من الأسماء المألوفة عند الناس.
والإسلام لم يَفْرِض على الوالدين أن يسموا أولادهم -ذكورًا كانوا أو إناثًا- بأسماء معينة، عربية أو أعجمية، بل تَرَك الإسلامُ ذلك لاختيارِهما وحُسْن تقديرهما، إذا لم يكن فيها معنى يُنْكِره الشرع أو يخالف الضوابط التي شرطها العلماء.
شروط العلماء في التسمية:
1. أن يكون الاسم حَسَنًا، بحيث لا يستقبحه الناس، ولا يستنكره الطفل بعد أن يكبُر ويعقل.
2. ألا يكون في الاسم قبحٌ، أو تزكيةٌ للنفس، أو تلك التي يُتطيَّر بنفيها.
3. ألا يوحي الاسم بالكِبْر والعَظَمة، وعلو الإنسان بغير الحق.
4. ألا يكون في التسمية إشارة إلى الشرك، مثل كل اسم مُعبَّد مضاف إلى غير الله سبحانه وتعالى كعبد العزى، وعبد الكعبة، وعبد الدار، أو عبد فلان… إلخ.
5. ألا تشتمل التسمية على ما نهى الشرع عن التَّسمِّي به؛ كالتسمية بكل اسم خاص بالله سبحانه وتعالى، كالخالق والقدوس، أو بما لا يليق إلا به سبحانه وتعالى، كملك الملوك وسلطان السلاطين وحاكم الحكام.
ومن الأحاديث الواردة في هذا الأمر:
1. يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ فَأَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ» (رواه أبو داود)، ويقول صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ» (رواه مسلم)،
2. عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: «أَنَّ ابْنَةً لِعُمَرَ كَانَتْ يُقَالُ لَهَا عَاصِيَةُ، فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمِيلَةَ» (رواه مسلم).
3. عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تُسَمِّيَن غلامك يسارًا، ولا رباحًا، ولا نجيحًا، ولا أفلح، فإنك تقول: أَثَمَّ هو؟ فلا يكون، فيقول: لا» (رواه مسلم).
4. عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ أَخْنَعَ اسْمٍ عِنْدَ اللهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الْأَمْلَاكِ» (رواه الشيخان)، زَادَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي رِوَايَتِهِ «لَا مَالِكَ إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ». قَالَ الْأَشْعَثِيُّ: قَالَ سُفْيَانُ: «مِثْلُ شَاهَانْ شَاهْ»، وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، سَأَلْتُ أَبَا عَمْرٍو عَنْ أَخْنَعَ؟ فَقَالَ: «أَوْضَعَ».
وخلاصة الأمر: أنَّه يستحب تحسين تسمية الأبناء، وتسميتهم بأسماء صالحة ذات معنى حَسَنٍ؛ حتى يكون لهم نصيبٌ من اسمهم؛ فالأسماء قَوالبُ للمعاني.