كتب / مصطفي اشرف
العقل زين لأهله
الإسلام دين يعلي من شان العقل وفي القران ايات تمجد اولي الالباب واولي النهي والذين
يعقلون ولنقف لحيظات مع العقل وسمي بالعقل لانه كعقال البعير يمنع الانسان من
الهوي وقال سيدنا عمر اصل الرجل عقلة وفي الحديث الشريف ( ما اكتسب الانسان مثل
عقل يهدي صاحبه الي هدي او يرده عن ردي ويقول الحسن البصري “” مااستودع الله احدا
عقلا الااستنقذه به يوما””وقيل لعمرو بن العاص ما العقل ؟ قال الاصابة بالظن ومعرفة
ماسيكون وفي قصتنا الطريفة دليل علي قوله ففي حرب عمرو بن العاص مع الروم اعجب به
والي قيسارية وحسد المسلمين علي ذكائه وعقله فامر له بجائزة وامر البواب بقتله فنبهه
احد الاعوان علي المكيده بقوله احسنت الدخول فاحسن الخروج ٠ غرجع الي الوالي
وقال نظرت فيما اعطيت فلم اجده يسع بني عمي فاردت ان اتيك بعشرة تعطيهم هذه
العطيه فيكون معروفك عند عشره فاعجب الوالي به وبعث الي البواب ان يخلي سبيله فافلته عقله من القتل
العقل زين لأهله
وهناك موقف خفيف بين الرسول وبين العباس فقد سئل العباس من اكبر انت ام الرسول ؟
فرد العباس بعقل رزين الرسول اكبر في المقام وانا اكبر في السن ومن المواقف التي تبرز عقل
الصديق في معركة ذات السلاسل مع الفرس طلب خالد بن الوليد منه مددا فبعث اليه برجل
واحد القعقاع بن عمرو فعوتب ابي بكر فقال لن يهزم جيش فيه مثل هذا وفعلا في المعركة
طلب هرمز مبارزة خالد وقتل خالد هرمز وهجم الفرسان علي خالد وهنا خرج القعقاع
كالاسد ومعه الجيش وهزموا الروم وهذا يذكرنا بقول ابو نواس “”اذا وصلت بعاقل املا *** كانت نتيجته قولا وفعلا
والشاعر يقول
يزين الفتي في الناس صحة عقله*** وان كان محظورا عليه مكاسبه
واذا اكمل الرحمن للمرء عقله *** فقد كملت اخلاقه وماربه
ويقوي العقل بالتجارب لذا ترانا نمتدح الشيوخ وناخذ منهم الحكمة فهم لايطيش لهم سهم ولا يسقط لهم همه
قال الشاعر
الم تر ان العقل زين لاهله *** ولكن تمام العقل طول التجارب
وسيدنا علي بن ابي طالب يقول
لاغني كالعقل ولا فقر كالجهل ولا ميراث
كالادب ولا ظهير كالمشاورة”” لذا كان سيدنا عمر كثيير المشاورة للشباب ايضا لصفاء ذهنهم
وخلو بالهم :” والعقل الجيد والقلب الجيد خليط سحري للنجاح كما قال نيلسون مانديلا
ومن القصص الطريفة الني تبين نعمة العقل ونقمة الحمق ماحاكاه الاصمعي انه قال لغلام
صغير ايسرك ان يكون لك الف درهم وانت احمق قال لا قلت ولم قال اخاف ان يجني
علي حمقي جناية فيذهب مالي وابقي بحمقي”” وهذا يفكرنا بقول ابن طفيل حين
قال العقل مصباح محمول علي الرؤوس البعض يحمله مضى والبعض الخر يتركه مطفا
“” وفي قصة عبد الله بن الزبيرمع سيدناعمر حين مر عليه وهرب الأطفال الاهو استخدم
عقله ورد علي سيدنا عمر حين ساله لما لم تهرب مع الفتيه فقال لم يكن الطريق ضيق
فاوسع لك وعبد الله بن عباس كان يجلس مع كبار الصحابه لرجاحة عقله “” وسئل سيدنا
علي كيف يحاسب الله العباد علي كثرة عددهم فرد بعقل رزين كما يرزقهم علي كثرة عددهم
العقل زين لأهله
وقيل له في موقف اخر كم المسافة بين السماء والارض قال دعوة مستجابة والرزق
لايقتصر علي المال فالعقل خير رزق للانسان
مثلما قال ابي علاء المعري
افضل قسم الله للمرء عقله **** فليس من الخيرات شئ يقاربه
والعقل الراجح يزيده الحلم جمالا وكمالا
والعقل يقرب الناس من ربهم وذلك بالتفكر في خلقه وكونه وتفكرساعة خير من عبادة سنة
ومفاتيح العلم عند الشافعي “”شي متاح وعقل رجاح”” وسيدنا علي يقول
ان المكارم اخلاق مطهرة *** فالعقل اولها والدين تانيها
ويقول شاعر اخر فما خلق الله مثل العقول *** ولا اكتسب الناس مثل الادبا
وفي قصتنا دليل هلي ذلك فقد قدم وفد علي سيدنا عمر بن عبد العزيز وقدموا فتي ليخطب
فقال اليس هناك اسن منه؟ فقال الفتي المرء باصغريه قلبه ولسانه ولو كان المقياس بالسن
كان في المسلمين من هو اسن منك ليتولي الخلافة فقال عمربيت جميل
تعلم فليس المرء يولد عالما
وليس اخو علم كمن هوجاهل
ولان الكتب اطفال العقل والعقل بحاجة الي
الكتب كمثل ان السيف بحاجة الي حجر الشحذ ليحافظ علي نصله اوصيكم يا اصحابي
ونفسي بالقراءة فيهي تضيف الي عمر الانسان اعمارا وهذه بعض الدرر التي يقولها شاعرنا
ما طعمت لذة العيش حتي صرت للبيت والكتاب جليسا
ليس شئ اعز من العلم
فما ابقي لنفس سواه انيسا ومن انساب الفضل لاهله
